أردت أن تكون هذه التدوينة اكاديمية شيئًا ما ولكن يبدو أن هذا الأسلوب لا يتماشى مع أسلوبي العشوائي والذي يحتوي على كثير من الخيال والتفاهة ربما!؛ لذا قررت أن اكتب من منظور رؤيتي كونها هذه مدونتي وسأحكمها بدكتاتورية فهي مجرد مدونة صغيرة لا تقارن ببقية المساحات الشاسعة الخاضعة لحكم دكتاتوري.
اذكر اول كتاب ذهبت لأشتريه برفقة والدي منذ ما يقارب الستة أعوام، كانت مكتبة جرير -إعلان مجاني- هي الأقرب إلينا وربما لم يكن هناك غيرها -سبب الإعلان المجاني-, تجولت بين أقسام الكتب بداية من الفنون مرورًا بالفلسفة حتى الروايات وأقسام اخرى لم أعلم ماهيتها، أول كتاب كان من قسم الفلسفة ولم اقرأه إلى يومنا هذا؛ كان هدفي من القراءة تلك اللحظة مختلف بشكل كبير عن هدفي الحالي وربما أنا الآن اختلف بشكل كبير عن ذلك الفتى الذي لا اعلم ما الذي أعجبه في قسم الفلسفة.
ربما نستطيع تشبيه القراءة بسيل من الماء او أي سائل آخر، وسأشبه ادمغتنا بأزقة الحارات أو أي مكان آخر قد يجري به ذلك السائل… أظن أن الفكرة بدأت تتضح، القراءة تقوم بإعادة إحياء أماكن قد تكدست عليها الغبار في ادمغتنا أو ربما هناك أماكن تكلست بها الترسبات بعد أن عفى عليها الزمن، قد تشبّه كذلك القراءة بالتيار الكهربائي الذي قد قضى على مشروع سيطرتي على العالم خلال الأشهر الماضية، ذلك التيار سيقوم بإنارة لمبات دماغك التي ما زالت تعمل وربما تأتيه قوة خارقة ليقوم باستبدال التالفة منها.
يبدو أن افكاري مشتتة كعادتي، حسنًا بكل اختصار انا أدين لكل كتاب قرأته في أوقات فراغي وكل كتاب رافقني في رحلاتي أو كان صديق خلوتي الدائمة، أدين لتلك المقالات المتناثرة على شاشات أجهزتي الإلكترونية وأدين لكل ورقة كتب عليها بحبر؛ أدين لهم جميعًا لأنني لا اعلم من منهم ساعد في تحسين من أنا؛ فقراءاتي متطايرة كأفكاري، انتقل من بين الكتب إلى المقالات وإلى البودكاست أثناء مشيي وتجولي.
نحن نقرأ لننسى، لنعيش او لنسافر خارج حدود الكون دون حاجتنا لجواز سفر… نسافر في مخيلتنا بسيناريوهات مختلفة اخترناها من أرفف المكتبات بعيدًا عن حبي للمرطبانات*، فالقراءة ليست التزام واجب؛ بل هي عطلة سريعة تأخذها من زحام الحياة وللتخلص من وجوه بعض البشر والاستمتاع وحيدًا.
أعلم أنني لم أعطي تبريرًا واضحًا أو مقنعًا يجعلك تنفق قيمة عشرات سندويشات من الشاورما على ورق لا يحتوي شاورما وانما كلمات كُتبت بالحبر؛ لكن اقرأ لتحيا.
*المرطبان، كلمة وضعتها في النص من أجل القافية؛ وهو وعاء زجاجي او غير زجاجي مصنوع من مادة صلبة او غير صلبة نستخدمه في التخزين او ربما منظر بس.
ماذا عنك، لماذا تقرأ؟
حقيقة أن عنوان مقالك جذبني لأقرأه كوني متعلقة بالمطالعة لكنني وجدت مقالك غير مشابه البتتة عما كنت أنتظر أن أقرأه ، باختصار أعجبني جدا أسلوبك في الكتابة أظن أنّ أسلوبك البسيط هو ما جعله جميلاً .
أحيّيك على كلماتك فحقا القراءة عبور للحدود والحواجز كما تفضلت.
احسنت .
شكرًا لكِ!
القراءة غالبًا ما تكون رفيقة الطريق الطويل، الصديقة التي تلهيك عن ما يحصل خارج القوقعة المسماة الدماغ. أن تقرأ يعني أن تهضم خلاصة ما عمل عليه غيرك لسنوات، المعرفة. وأحيانًا نقرأ لنفرح، نقرأ لنتعلم ونقرأ لنضحك.
القراءة هي فعل تعليميّ ذاتي بامتياز، وأتمنى لو كان لي جلد أكبر على القراءة. شكرًا لتعليمي كلمة مرطبان! أو على الأقل تذكيري بها 😀
شكرًا لك أنت فرزت!