أمّا بعد


محاولة لإعادة ربط ذهني بحركة أصابعي، أو العودة للياقة أصابعي كما كانت؛ فغالبًا لو عدنا لآخر بضع مدونات كتبتها، ستكون جميعها محاولة للعودة.

لم أكتب بحقٍ منذ مدة تزيد عن العام، ربما عامان، لا أذكر متى آخر مرة كنت بها فعلًا متشوقًا ومندفعًا للكتابة..
مؤخرًا فقدت لياقتي في كل من الكتابة والجري، وكلتاهما كانتا عنصرًا أساسيًا في عملية اتخاذ القرارات، لدفعة الدوبامين وحتى لقضاء وقت الفراغ، تقريبًا كانتا هما الأنا.

مؤخرًا عاد بعض من الأنا، عادت سورية؛ لست متأكدًا لو انها بالنسبة لي ”عادت“ لأنها لم تكن، ربما هي عادت لمن عاشوها قبل المقبور وابنه، ولكن للجيل الآخر، فهي ربما بدأت، نشأت، تكوّنت، صُنعت، وُجدت، أو أي شيء آخر، لكنها ليست ”عادت“.
يعود الشيء عندما تكون تعرفه، أو معتاد عليه، لكنه لا يعود من العدم.

العام الماضي بمثل هذه الأيام تركت مصر، انتقلت من جديد لمكان جديد، وكالعادة مرحلة البداية من الصفر، مر عام ربما على اتخاذي قرار تجربة العمل بدوام كامل؛ بجمالها ومساوئها ما زلت مستمرة؛ الحمدلله تغلب محاسنها على عيوبها، لذا لا مكان للتذمر هنا.

صحيح، هل جربتم من قبل شعور ”الوطن“؟ شعور المنزل الكبير؟ شعور الرغبة بالعودة لمكان ما؟ شعور الاشتياق؟ الاندفاع؟
تقريبًا للمرة الأولى جربتهم دفعة واحدة، مرة واحدة بلحظة ودون مقدمات؛ انهمرت بالبكاء، لم استطع فهم مشاعري ولكن ذهني كان كله هناك، عادت ذكريات كانت منقطعة، منسية ومهجورة، شعرت بالانتماء للمرة الأولى.

كنت وقتها عائدًا من رحلة سريعة، في المطار فتحت الهاتف، عرفت الخبر، انهمرت دموعي بلا توقف، لم تكون دموع فرح لوحدها، كانت دموع ألم وحزن وراحة وأسف وخوف وطمأنينة وأمل وشوق وأمان وحياة وكل شيئ.

المهم، ما علينا، ما هي مشاريع العام القادم إن كانت ببالكم؟
اه وصحيح، شفتوا مدوناتي على يوتيوب؟ يوتيوب

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *