عشرون

لا أعلم من أين عليَّ أن أبدأ، ولكن ها قد بلغت سن العشرين وما زلت قاصرًا بالنسبة للقوانين الدولية الغبية وبالنسبة لموظف البنك الذي طلب مني إحضار والدي والعودة من جديد، أشعر أنني أصبحت طاعنًا بالسن لمجرد قولي “عشرين” دون أن يتبعها كلمة “عَشَر”، أظن أنني اعتدت على سبعة عشر، ثمانية عشر وتسعة عشر، لكن الوقت لا يراعي مشاعرنا. لا علينا؛ لا أعتبر أن العمر أكثر من كونه رقم ولا اكترث له كثيرًا ولدي مشاكل شخصية معه لما يسببه لي من مشاكل في حياتي، لذا هذه التدوينة ليست احتفالًا بذلك الرقم أكثر من كونها مراجعة للنفس وربما ذكريات أستطيع الرجوع إليها يومًا.

لم أنجز كثير من الأمور خلال الأعوام الماضية، ولكن أظن أنني قمت بأمور جيدة، بدأت العمل في عمر الرابعة عشر باحثًا عن الأستقلال المالي حتى اقتربت من ذلك بفضل تشجيع عائلتي، لم يدم الأمر طويلًا لالتحاقي بالجامعة وانتقالي للعيش بعيدًا عن العائلة، إذ أصبحت أتقاسم ساعات يومي بين الجامعة والعمل وحياتي الشخصية وأمور أخرى كثيرة. بعد ذلك في السابعة عشر أتيحت لي فرصة المشاركة في أول كتاب للشعارات العربية وكنت أصغر المشاركين سنًا؛ كنت قد وضعت هذا الهدف ولكن لم أظن أنه سيتحقق بهذه السرعة، بعدها بفترة قصيرة أطلقت منصة يومي والتي تخليت عنها بعد عدة أشهر تحت ظروف أُفضِّل عدم التحدث عنها؛ تعلمت الكثير من هذه التجربة ولا اعتبرها أكثر من أنها أحد دروس الحياة. انتقلت للعيش في مصر وكانت هذه الخطوة من أفضل الأمور التي حدثت؛ مع أنني كنت من أشد المعارضين لها.
اكتشفت مهاراتي في الطبخ، تعرفت على أشخاص رائعين، تعرفت على نفسي بشكل أكبر وتغيرت زوايا نظرتي للحياة. من الأمور الجميلة التي قمت بها كذلك هو إنشاء هذه المدونة وجعلها مكان مخصص لأفرغ فيها هراء أفكاري ولأزعجكم بها كذلك.

ارتكبت الكثير من الحماقات وقمت بالكثير من الأمور الغبية، تصالحت مع ذاتي ولم يعد لي أي مشاكل شخصية مع دراستي لطب الأسنان، لم أقم بأمور خارقة للظواهر الطبيعية وبإمكان الجميع القيام بأفضل من ذلك ولكن الرغبة هي ما تدفعك للتحرك؛ العمر ليس أكثر من رقم ويمكنك دائمًا أن تبدأ من جديد بغض النظر عن ذلك الرقم.

تبًا ظننت أنها ستكون تدوينة طويلة مليئة بالفلسفة والهراء، لا أعلم ما الذي علي كتابته؛ ولكن سأحاول القيام بأمور جيدة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *