هروب إلى صحراء مصر الغربية

بعد امتلاء رأسي بضوضاء المدن المزعجة والمباني التي تجعلك تشعر بالاختناق، إذ قد لا يكون هناك مخرجًا منها سوى بلكونة شقتي والتي تحتاج أن تتسلق ستة أدوار للوصول إليها! لذا كانت وجهتي المنشودة هي صحراء مصر الغربية؛ بدأت رحلة الهروب في مقهى أسباني بتناول فطور مصري مُعدّل، بالإضافة إلى كوب من الإسبريسو الإيطالي؛ بداية رائعة.

طريق الذهاب كان مبشرًا بقدوم شيء جميل، مررنا بصحاري وقرى زراعية وبحيرات حتى وصلنا إلى مدينة الفيوم التي تحتوي وادي الريّان والذي بدوره يحتوي محمية وادي الحيتان؛ قمنا بجولة في متاحف الوادي التي يوجد فيها هياكل عظمية لحيتان كانت تعيش في المنطقة منذ 40 مليون عام.

غربت الشمس وبدأت اللحظة المنتظرة لرؤية النجوم والكواكب بعد نصب التلسكوب؛ أصبحت السماء تزداد جمالًا كلما زاد الظلام لتتضح النجوم بشكل أفضل؛ اتضحت الكوكبات السماوية وتمكنت من مشاهدة شهاب واحد ولست متأكدًا مشاهدة الآخر؛ كانت جميع الأمور التي تحتاجها للصفاء الذهني متوفرة، ظلام قاتم، سماء ممتلئة بالنجوم، هدوء وانقطاع تام عن شبكة الهاتف.

بغض النظر عن كمية البرد التي تعرضت لها؛ قضيت سهرة جميلة مع أشخاص رائعين تعرفت عليهم في الصحراء القاحلة محاولين تدفئة أنفسنا قبل أن نتطفل على بقايا نار مشتعلة، وكانت هذه أكثر مرة تتذوق فيها رئتي أول أكسيد الكربون بهذه الكمية.

تسلقنا جبلًا كان يحوي خيامنا لمشاهدة شروق الشمس؛ وكان لا بد من العودة لضوضاء المدن وزحامها. كانت تجربة جميلة ويجب إعادتها؛ للأسف لم أتمكن من التقاط صور للسماء بكاميرا هاتفي، لذا يمكنك الذهاب لتجربة الأمر بنفسك.

4 تعليقات

  1. جميل جدًا أنا من محبي الطبيعة ومن محبذي عدم السكنى في المدن المزدحمة.
    ملاحظة: رغم أني مشترك في قائمتك البريدية العجيبة. لم يصلني هذا المقال.

    • جميل جدًا يونس!
      القائمة البريدية العجيبة لم أقم بتفعيلها حتى هذه اللحظة، سيكون محتواها مختلف عن المدونة.

    • للأسف ما زال السوري بحاجة لموافقة أمنية وفيزا؛ آمل ان تستطيع زيارتها يومًا.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *