لماذا يجب أن تعمل في أكثر من وظيفة؟

حسنًا، لا يجب أن تعمل في أكثر من وظيفة وربما كتبت عنوان المقال بهذه الطريقة من أجل تضخيم الأمر لا أكثر! ولكن، من وجهة نظري أرى أن العمل في أكثر من مجال واكتساب أكثر من خبرة أمر مهم ومفيد على الجانب المالي والشخصي والحياتي والكل شيء؛ ففي كتاب “الإنسان ذلك المجهول” قال ألكسيس كاريل أننا بحاجة لأشخاص يفكرون بطريقة أكثر شمولية من أجل حل المشاكل؛ أي أشخاص لديهم معرفة في عدة مجالات. لا نقصد أننا بحاجة لأشخاص “بتاع كله”، بل نحن بحاجة لمن هم ينجزون عملهم بإتقان.

بعيدًا عن الناحية الفلسفية لفوائد العمل في أكثر من مجال، فمعدل الاستقرار الاقتصادي سيكون أفضل بكثير من عملك في مجال واحد، والجائحة التي أتتنا من حيث لا نعلم هي أقرب مثال واقعي عايشناه. نسبة البطالة ارتفعت بشكل مخيف متنوعة بين من فقدوا وظائفهم ومن هم حديثي التخرج الذين ما زالت الفرصة لم تتاح لهم؛ لذلك، الأوضاع الاقتصادية والسياسية الحالية لكوكب الأرض تتطلب أن نكون أكثر مرونة وجاهزية وأن نزيد من تنوع مصادر الدخل.

هذا لا يعني أن تعمل في ثلاثة وظائف بدوام كامل أو أن نلغي جميع جوانب حياتنا ونصبح عبيدًا للعمل؛ يمكنك العمل بدوام كامل في وظيفة ما بالإضافة لعمل جزئي أو أن تعمل بشكل مستقل، قد يكون الأمر مرهقًا ولكن سيعود عليك بالعديد من الفوائد وأهمها الخبرة والاستقرار المالي -أو أن تكون في طريقك للاستقرار-؛ خصوصًا إذا ما كنت طالبًا أو ما زلت في عقدك الثاني من العمر. دائمًا أكرر كلمة “وقتك هو رأس مالك” خصوصًا لمن هم في سن المراهقة أو في بداية العشرينيات، فإجادة استثمار الوقت في سن مبكرة من أهم الأمور التي علينا أن نتعلمها.

كما نعلم، لا يحدث كل شيء بين ليلة وضحاها؛ وهذا يعني أنه يمكنك العمل بمجال واحد حتى تتقنه ومن ثم العمل بمجال آخر بجانبه حتى تتقنه كذلك. بالنسبة لي، عملت كمصمم جرافيك لثلاثة أعوام ومن ثم تخصصت بتصميم هوية العلامة التجارية ومنذ ما يزيد عن الستة أشهر أعمل على زيادة خبرتي بتجربة المستخدم وأقوم بمساعدة عملائي الحاليين بوضع استراتيجية العلامة التجارية Brand strategy؛ ولا أخفي عنكم خطتي للسيطرة على العالم.

في نهاية الأمر، لن تكون مفلسًا عاطلًا عن العمل إذا لم تعمل في أكثر من مجال، ولكن معرفتك في أكثر مجال ستؤثر بطريقة إيجابية على أسلوب تفكيرك وطريقة إيجادك للحلول؛ تمامًا مثل امتلاكك لأكثر من أداة لفك المسمار، إذا لم تعمل الأداة الأولى يمكنك استخدام أداة غيرها؛ أو ربما تكون المشكلة في الخشب!

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *