هكذا بدأت.

رغبتي في كتابة هذه المقالة كانت منذ فترة طويلة، ربما قد لا تكون سيرة ذاتية جيدة ولكن هناك كلمات بداخلي لا استطيع إخراجها سوى بهذه الطريقة.

21/01/2000 بداية القصة…

ولدت في محافظة درعا في سوريا لعائلة بسيطة، والدي يعمل في البناء ووالدتي ربة منزل ولدي أخ يكبرني بأربعة اعوام، لا املك الكثير من الذكريات حول مسقط رأسي؛ لأنني لم أبقى هناك سوى اعوام قليلة كانت في مرحلة الطفولة.

كانت تلك نظرتي الأولى لهذا العالم الصغير -كما كنت أعتقد- من تلك البلدة التي أصبحت ذكرياتها هشة، جميلة هي تلك الأيام التي قضيتها هناك كما تحدثني بواقي ذاكرتي، فقد تعلمت في مدارسها وشربت من مائها وتناولت من خيراتها وتعايشت مع أهلها لسبعة أعوام، ومن ثم اصبحت زائرًا لها.



أواخر 2007، حان وقت المغادرة…

بعد ان انتهى العام الدراسي، انتقلنا للمملكة العربية السعودية للعيش مع والدي، كنا قد اعتدنا على قضاء الإجازة الصيفية في المملكة، ولكن في تلك السنة قد عُكست الخطة.

كانت الأيام الأولى صعبة قليلًا بسبب الاختلاف الذي وجدته من ناحية البيئة والثقافة واللهجة كذلك، ولكن كما يقال “من عاشر قومًا أربعين يومًا صار منهم” وهذا ما حصل، تخطيت حاجز الثقافة واللهجة بعد فترة وجيزة كوني من النوعية الإجتماعية، تهيأت للحياة الجديدة، تعرفت على عاداتهم وتقاليدهم، على اسلوب معيشتهم وتفكيرهم وكوّنت صداقات جديدة.

أول يوم في مدرستي الجديدة، كنت غريبًا على زملائي، جلست وحيدًا دون أن أتحدث مع أحدهم، بقيت على هذا الحال لمدة اسبوع تقريبًا، حتى اتى ذلك اليوم الذي منحني شعبية في المدرسة بسبب نكتة القيتها في الإذاعة المدرسية، كانت من تأليفي ولكن قد تبرأت منها لاحقًا، طالما أردت أن أصبح مشهورًا لكن ليس بهذه الطريقة التي جعلتني حديث الأسبوع بين الطلاب والمعلمين، لا أود أن أنكر جميل تلك النكتة لأنها فتحت أمامي الأبواب لاحقًا، فقمت بعدها بتأليف العديد من اللغات حتى اقتنعت بأحدهن، وأطلقت عليها اسم “بطوط”، بعد فترة من تهيئتها قررت أن أعلن عنها في الإذاعة المدرسية، في ذلك الوقت كان أمامي خيارين، إما أن أقوم بمهمة المعلن او أن اُقنع أحد أصدقائي بهذه المهمة، وكان الخيار الثاني هو الأرجح بسبب تجربتي الجميلة مع الإذاعة المدرسية، حان وقت الإعلان عن اكتشافي العظيم، أول ما قاله مقدم الإذاعة “ونترككم مع لغة من تأليف الطالب عدنان الحاج علي”، جميع الأنظار توجهت نحوي، فالجميع يعرفني بسبب تلك النكتة السخيفة، استدركت حينها بأنني في ورطة واستسلمت للأمر، وبعد لحظات أصبح الجميع يخاطبني بها.

2011 المدرسة المتوسطة.

مرّت السنوات الثلاث الأولى وانتقلت للمرحلة المتوسطة، وكالعادة بناء صداقات جديدة والتعرف على المعلمين، لا أذكر أنه قد حدثت أمور شيقة خلال المرحلة المتوسطة، فقط أنني لم أكن من المهتمين في المدرسة كثيرًا، ونشاطاتي تكاد لا تنتهي في المدرسة، بدأت اكتشف ما لدي في نهاية الصف الثالث المتوسط، عملت مع فِرق تطوعية وشاركت في مسابقات ومنافسات كثيرة، كان علي أن أترك أثر في كل مكان، وقد افادني هذا الأمر في أمور علاقاتي العامة، أركز دائمًا على بناء علاقات وطيدة مع من هم أكثر خبرة مني في الحياة، لذلك اصدقائي دائمًا يكبرونني سنًا، كذلك كوّنت علاقات على سبيل إن لم استفد منه اليوم سأستفيد منه غدًا.

2014 الثانوية العامة.

حسنًا ها قد وصلت للمرحلة التي انتظرتها كثيرًا، وجرى الفصل الدراسي الأول كما كنت في المرحلة المتوسطة، إلا بعد صدور النتائج وضعت عقلي في رأسي كما يقال :). في الفصل الدراسي الثاني قررت أن أهتم “قليلًا” في أمور المدرسة، وقد أتيحت لي فرصة لأشارك في الأولومبياد الوطني للإبداع في مسار الإبتكارات العلمية، جرت الأمور في المرحلة الأولى بشكل رائع وتأهلت للمرحلة الثانية، ولكن اضطررت للإنسحاب بسبب أمور افضل الّا اتحدث عنها.

في الصف الثاني الثانوي عدت لما كنت، الفنون والرسم هي إهتماماتي منذ أن كنت صغيرًا، لكن لم أكن بارعًا في الرسم رغم اهتمامي به كثيرًا، وبسبب شغفي في الحاسب الآلي والفنون استطعت الجمع بينهما في مجال التصميم الجرافيكي، كنت قد صممت بعض الصور في المرحلة المتوسطة ولكن لم أكُن أعلم بوجود ما يسمى التصميم الجرافيكي، بعد ذلك اصبحت اقرأ عنه كثيرًا وعن إختصاصاته، قمت بتصميم أول شعار لمؤسسة محلية، لم يكن احترافيًا ولم يكن لدي معرفة حول تصميم الشعارات، يبدو أن رخص السعر هو ما جذب العميل إلي.

الصف الثالث الثانوي، اعتبرها مرحلة التغيير، اصبحت ملمًا اكثر في مجال التصميم وفي اختصاص الهويات البصرية تحديدًا، اصبحت مهتمًا باقتناء كل كتاب حول هذا المجال واقرأ المزيد، أتابع من هم مميزين في هذا المجال وأستلهم من أعمالهم كذلك، أهتممت بإقتناء الكتب المتعلقة بتصميم الشعارات والهويات البصرية، وبسبب تعلقي بهذه الكتب; كانت أحد أهدافي خلال الخمس أعوام القادمة هي أن اشارك في أحد إصدارات هذه الكتب، وخلال أقل من عام أتيحت لي هذه الفرصة لأشارك في أول اصدار لكتاب “شعارات عربية”، الكتاب الأول من نوعه في الوطن العربي.

اين انا الآن؟

تخرجت من المدرسة الثانوية وها انا اسعى لتحقيق أهدافي، وأبحث عن جامعة لالتحق بها.

 

شكرًا لعائلتي وأصدقائي، وللماك بوك وادوبي اليستريتور، ولكل من افادني خلال الاعوام الماضية حتى هذا اليوم.

 

 

 

 

6 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *